رواية يسقط المطر...تموت الأميرة للكاتبة: منى جابر الشمري الكويتية

رواية يسقط المطر...تموت الأميرة للكاتبة: منى جابر الشمري الكويتية

رواية يسقط المطر...تموت الأميرة للكاتبة: منى جابر الشمري الكويتية
يسقط المطر... تموت الأميرة
نفرح كلما صدر كتاب في هذا العالم الذي يحتاج بشدة للهدوء والحكمة، نفرح أكثر عندما تصلنا كتب الأصدقاء كهدايا ثمينة نتلقفها بود، مشاريع حياتهم التي رأت النور كمولود جديد يأخذ مكانه ببهجة.

وأخيرا... صدرت المجموعة القصصية (يسقط المطر... تموت الأميرة) للصديقة منى الشمري، أجواء باعثة على الحنين لطفولة تشد رحالها للبيت الأول والمدرسة الأولى وصديقات الدراسة وذكريات تخرج من صندوقها بنعومة مقارعة جفاف الحاضر، وجفاء المدينة التي ابتلعتها حضارة الاسمنت.

جميع القصص في المجموعة الراوي فيها طفلة ذكية تلتقط اشارات مما حولها، تنقل للمتلقي ما شاهدت وشهدت من أسرار وشخصيات وتفاصيل وفق وجودها في اطار الحكاية، تمرر ببراءتها تناقضات عالم الكبار وشرورهم وانكساراتهم. وكأن الراوية تتحدث عن جانب من حياة الساردة على نحو يوحي بالرغبة بالتخلص من أعباء ذلك الوعي المبكر.

«هذيان الذاكرة هو موتي الموقت، ينتشر ليلتقي عولمة العمران وبذخ المولات التي أزاحت الفحيحيل بفرجانها البسيطة من الخريطة الحديثة، وأبقت للمدينة فقط رائحتها الطازجة الحارة كرغيف الخباز الإيراني الذي تلتهم الطفلة الشقية نصفه في طريق العودة للبيت».*

المكان هو منطقة الفحيحيل التي حضرت كخلفية جميلة لجميع القصص. جاءت الفحيحل القديمة بنوارس بحرها الوادع وحميمية شوارعها وتنوعها البشري المذهل، وكأن الكاتبة تتحسر على ما آلت اليه تلك المنطقة الساحلية من مصير بعد أن بنيت فيها الأبراج السكنية، وحاصر بحرها التلوث واكتظت شوارعها بالضوضاء والعمالة السائبة.

«حين نودع جبل وارة العظيم، نكمل السهرة مع عمي منصور في سينما الفحيحيل الصيفية المكشوفة بلا سقف بقرب السينما الشتوي المغلقة لأيام المطر والبرد، لكنهما أزيلتا بفعل العولمة»*.

شخصيات المجموعة بدت غنية بالتنوع و مختلفة المصائر لا رابط بينهم سوى قربهم من الراوية/ الطفلة، وأنهم من سكان المنطقة نفسها، منهم الأجانب الذين عملوا في شركة النفط، ومنهم أصحاب المهن الذين قضوا أعمارهم في الغربة، ومنهم الزوجات العربيات.

وما بين بيت المهندس الايراني والد فاطمة، الى بيت صاحب المخبز السوري، الى محل الخطاط التركي مرورا بركن البائع اليمني، تنسج الحكايات الآتية من حقبة السبعينات والثمانينات لترسم سورا لمنطقة الفحيحيل القديمة التي لم تنجح في صد زحف مظاهر العولمة.

النصوص كتبت بلغة مشبعة بالنوستالجيا، بدت الكاتبة وكأنها تريد أن تصل كل التفاصيل للقارئ مع الشروح والتفسيرات تحت ضغط مخيلة الطفولة، بعض النهايات كانت مبتورة في قصة (كحل أسود... قلب أبيض) وأيضا (بيت العنكبوت)، أحيانا تبدو الطفلة الراوية ذات الوعي الحاد وكأنها تسرق الضوء من أبطال الحكايا لصالحها!رغم محاولتها القبض على ملامح أناس غابوا واخلوا المكان من كل أثر لوجودهم السابق.

الثيمة الواحدة كانت عنصر قوة في المجموعة، والعنوان يفتح السرد على معان و دلالات جديدة، فموت الأميرة المقترن بهطول المطر ليس سوى جزء من المفارقة المحزنة في مدينة تفقد بحرها وسماءها وهويتها!

معلومات الرواية

  • تأليف: منى الشمري  تاريخ النشر: 23/07/2012
  • الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
  • النوع: ورقي غلاف عادي (جميع الأنواع)،
  • سعرنا:  4.25$
  • حجم: 21×14، عدد الصفحات: 79 صفحة   الطبعة: 1  مجلدات: 1
  • اللغة: عربي 
 الكتاب متوفر من النسخة الورقية بالمكتبات العامة، اذا اردت الشراء فهو موجود في المواقع الإلكترونية، لشراء الكتاب انقر هنا

إرسال تعليق

0 تعليقات