قراءة رواية لعبة العشق والمال من الفصل الأول إلى

 قراءة روايه لعبة العشق والمال

قراءة رواية لعبة العشق والمال من الفصل الأول إلى

حول رواية العشق والمال

رواية لعبة العشق والمال هي من الروايات التي تجمع بين الحب والصراع المالي، مما يجعلها رواية مشوقة وغنية بالتوترات العاطفية والمادية. تتناول الرواية الصراع بين الطموح المالي والحب الحقيقي، وتسرد قصص الأبطال الذين يجدون أنفسهم أمام اختيارات صعبة بين المشاعر والمال.

الفصل الاول رواية العشق والمال

شعرت شويكار بحرارة تتصاعد في جسدها. لماذا كانت تشعر وكأن ناراً تتأجج في داخلها؟ هل خدرها أحدهم؟ تاهت في صحراء خيالها، تائهة وبلا هدف. كانت تتوق فقط لقطرة ماء تروي بها ظمأ روحها المتعبة. اقترب منها، ووضع يده الباردة على يدها الجافة، فوجدت في ذلك ملاذاً مؤقتاً من لهيب مشاعرها المتأججة. مدت يدها، وعانقته بشوق، وكأنها تبحث عن السلام في قلب العاصفة. ملأت الغرفة أصداء الهمسات وأنفاس الشوق، وتمازجت ظلالهما على الجدران في رقصة من العاطفة، فلم تكن تعلم أنه قد وضع مخدر لها لتكون في غير وعيها هكذا.

تحت ضوء خافت، لم تستطع شويكار أن ترى وجه الرجل بوضوح. كل ما كان يدور في ذهنها كان قوة عناقه، حيث غمرها بحب عميق حتى الفجر. ومع طلوع الشمس، اختفى. فتحت عينيها مذهولة، رأت خيالاً ضبابياً لظهر رجل، وعلى أسفل ظهره وشم لرأس ذئب. كان الوشم غريباً، وكأن الذئب يستعد لمواجهة تحدي. اجتاح قلبها الخوف لمجرد رؤية ذلك الوشم. راودت شويكار أحلام غريبة. فيها، تحولت إلى كرمة تتشابك حول شجرة ضخمة، عاجزة عن التحرر.

عندما استيقظت، شعرت بألم في كل جسدها. جلست على السرير، ووضعت يدها على رأسها، تحاول تهدئة صداعها المتواصل. نظرت إلى فوضى السرير وقميص الرجل الممزق على الأرض، وتجمدت في صدمة، فقد فقدت عذريتها وهي تحت تأثير المخدر. في حفل خطوبتها، خانها خطيبها وتركها. كانت على حافة الانهيار عندما أخذتها ابنة خالتها، لينا، إلى مكان لتنسى همومها. بعد أن غمرها الألم، تمنت الانتقام من خطيبها.

وعلى الفور، أحضرتها لينا إلى "نادي ليالي العشق" وتركتها هناك. عندما تذكرت شويكار أحداث الليلة الماضية، شعرت بالصدمة المفاجئة. يا إلهي! لقد فقدت عذريتي مع رجل لا أعرفه! أمسكت بشعرها، تغمرها مشاعر اليأس والإحباط. بعد فترة كبيرة، استعادت شويكار تماسكها وارتدت ملابسها في عجالة. وعندما خرجت مسرعة من الفندق، وجدت نفسها محاطةً بحشد من الصحفيين.

كانوا يطلقون ومضات كاميراتهم عليها ولم تعد ترى شيئاً، مصحوبةً بأسئلتهم الحادة والقاسية. "السيدة الأسعد، هل صحيح أنك أمضيت الليلة مع غريب بعد إلغاء حفل خطوبتك من ابن عائلة الأرقم؟" "السيدة الأسعد، هل تعلمين أن هذا الغريب سيء السمعة؟" "السيدة الأسعد، هل أنت على علم بإفلاس والدك؟" "السيدة الأسعد، لدينا أخبار عاجلة بأن والدك قد انتحر، قفز من أعلى مبنى شركته." شعرت شويكار وكأن البرق قد ضرب عقلها، فأصبح فارغاً ومشتتاً.

هربت منهم بسرعة، لكنها سرعان ما أُغمي عليها بعد أن صدمتها سيارة. 

في صباح اليوم التالي، اشتعلت العناوين الرئيسية بأخبار شويكار ووالدها: "أغنى رجل في مدينة النماء، راغب الأسعد، يفلس وينتحر"، "هادي الأرقم يتخلى عن ابنة راغب الأسعد - شويكار الأسعد تقضي ليلتها في نادٍ ليلي مع غريب سيء السمعة".أصبحت الأخبار العاجلة محط الأنظار فوراً. كانت شويكار في الأمس وريثة ثرية، وبين عشية وضحاها تحولت إلى مادة للسخرية والاحتقار.

فقدت كل شيء بدءاً بعائلتها وصولاً إلى سمعتها. --- بعد عشرة أشهر، كانت أصداء صرخات الأطفال تملأ عيادة ريفية هادئة ومنعزلة. حملت السيدة بهية الطفل بين ذراعيها واندفعت نحو شويكار مفعمة بالفرح. "تهانينا، يا سيدتي! لقد رزقت بثلاثة توائم، ولدين وفتاة!" --- بعد مرور أربع سنوات، في محطة قطار مدينة النماء. وصلت شويكار إلى المدينة مع أطفالها والسيدة بهية. كانت السيدة بهية، وهي امرأة بدينة، تحمل حقيبتين ثقيلتين من الأمتعة، تتنهد بتعب أثناء سيرها. أما شويكار، فكانت تحمل حقيبة ظهر على كتفها، متجهة بحزم خارج المحطة المزدحمة مع أطفالها الثلاثة. بالنسبة للمارة، بدت هذه المجموعة كعائلة فقيرة قادمة من الريف إلى المدينة بحثاً عن العيش. 

"ابتعدي عن طريقي، يا أيتها المرأة الريفية!" صرخت امرأة ترتدي معطفاً فاخراً من الفرو، وهي تدفع السيدة بهية بقسوة وتسبها. كانت شويكار تستعد للرد على تلك المرأة حينما توقف أسطول من السيارات الفاخرة بجانبها. قبل أن يستوعب أحد ما يحدث، خرج العشرات من الحراس من سياراتهم وتشكلوا في صفين منظمين. بعد انحناءة عميقة، صاحوا جميعاً: "مرحباً بعودتك، السيدة الأرقم!"

يتبع....

إرسال تعليق

0 تعليقات